الرباط.. من موطنٍ للإمبراطوريات القديمة والسلاطين إلى مركز الإدارة والإثارة للسياح والزائرين
إذا كنت من المهووسين باستكشاف ماضي المُدن وتاريخ الإمبراطوريات القديمة، عاشقاً لربط الحاضر بالغابر وزيارة المآثر، يكفي أن تطلب من ربان طائرتك إلى أن يحول اتجاه الرحلة غربا على مشارف المحيط الأطلسي، حيث تطل أسوار المدينة التي وُلدت من رحِم الطين قِلاعاً كحارس لا ينام. هكذا هي "رباط الفتح" كما أرادها عبد المؤمن الموحدي في أواسط القرن الثاني عشر للميلاد، عين على النهر وأخرى تراقب البحر.
قال عنها المؤرخون إنها مدينة الأسوار الممتدة التي شُيّدت بسواعد جيش الخليفة يعقوب المنصور الموحدي، الذي استكمل تأسيس المدينة في حقبة حكم المسلمين لبلاد الأندلس بعد عودتهم من معركة "الأرك" التي واجه فيها ألفونس الثامن سنة 1197م، فعاد وجعل من الرباط مدينة كالحصن الحصين بسُكانه، واستوحى تصاميمها من مدينة الإسكندرية المصرية حسب روايات تاريخية متعددة، حيث مازالت تحتفظ المدينة المحصنة بأسوارها وأبوابها المشرعة إلى اليوم، لتصبح الرباط بعد مئات السنين عاصمةً للمملكة المغربية.
بدأت معالم حصون الرباط تظهر أول مرة أثناء فترة حكم المرابطين أواخر القرن الحادي عشر، حيث كانت المنطقة تطغى عليها الهواجس الأمنية وخُطط الردع من أجل صد هجمات الجيوش البرغواطية، قبل أن تستعيد المدينة قواها بعد قيام الدولة الموحدية التي وصلت انتصاراتها لعمق الأندلس.
لكما جعل منها الخليفة يعقوب المنصور حفيد عبد المومن الموحدي مركزاً لإدارته وشيد فيها دور الجيش والإدارة والمساجد، فعرفت إقلاعاً حضارياً قد يلمسُه السائح إذا تجول على طول الساحل جنوبا أو شمالاً، وكذا شرقاً على امتداد نهر أبي رقراق.
كيف سيصل الزائر إلى الرباط من أوروبا؟
من السهل أن يزور السائح القادم من القارة الأوروبية مدينة الرباط والاستمتاع بأجوائها، بُوجود وسائل نقل متنوعة ومريحة من دون عناء، ومن أي بلد من بلدان الاتحاد الأوروبي.
إذ يمكن التوجه إلى أي ميناء من الموانئ الإسبانية المطلة على الساحل المتوسطي، وحجز تذكرة باخرة نحو مدينة طنجة بأثمان تفضيلية لدى شركات الخطوط البحرية المتوفرة حسب الاختيار، بعدها ستنقلك سيارة أجرة إلى محطة القطار بالمدينة من أجل ركوب القطار الفائق السرعة "البُراق" حيث تتيح محطته الفخمة لاغتنام الفرصة لبعض الوقت من أجل تناول الطعام في مطاعم متنوعة، قبل رحلة قصيرة لن تدوم أكثر من ساعة و20 دقيقة وستجد نفسك وسط العاصمة الرباط.
للقادمين من باقي القارات
تقع المملكة المغربية في نقطة جغرافية متمركزة بين القارات، وأجواءها يسيرة الوصول لرحلات الطيران من آسيا أو أستراليا أو الأمريكيتين، بل حتى القادمين من داخل القارة السمراء.
فيُمكن للزائر أن يأتي إلى الرباط على متن الطائرة، حيث يستقبل مطار الرباط -سلا رحلات دولية من مختلف القارات، فضلاً عن رحلات دولية أوفر تحط بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، ويُمكن عقِب التوجه نحو الجناح المخصص لركوب القطارات من أجل حجز تذكرة رحلة نحو محطتي القطار الميناء أو الدار البيضاء المدينة، حينها يتمكن السائح من تغيير الخط على متن القطار الفائق السرعة المريح "البراق" وستجد نفسك وسط مدينة الرباط في غضون نصف ساعة فقط.
التنقل في مدينة الرباط
التجوال السياحي في مدينة الرباط ليس صعباً كبعض المدن التي تعرف ازدحاماً مزعجاً، فبمجرد وصولك لأي محطة قطار وخروجك من الصالة الرئيسية نحو البوابة الكبرى، ستجد في انتظارك سيارات الأجرة ذات اللون الأزرق لأخذك إلى أقرب فندق يناسبك، تسعيرة التوصيلة يبدأ عدادها بدرهم و40 سنتيم، وإن كنت من عشاق التجوال واكتشاف الأماكن على مهل فهناك خطوط حافلات النقل الحضري" بتسعيرة محددة في 5 دراهم فقط، على متنها يمكن التنقل نحو أطراف المدينة أو لزيارة أهم الشوارع والأحياء من الصباح الباكر إلى حدود العاشرة ليلاً.
أما إذا داهمكم الليل في سهرة أو زيارة لمنطقة سياحية في وقت متأخر أو حتى بعد منتصف الليل لا تقلقوا، يمكنكم الاستعانة بتطبيق InDriver والذي يعتبر من التطبيقات المفضلة حتى عند ساكنة الرباط، لأنه الأكثر أمانا نظراً لكون مقدمي خدمات النقل من خلاله أغلبهم سكان الرباط، بل حتى تسعيرة الخدمة ستجدونها معقولة ولا تختلف كثيراً عن سيارات الأجرة العادية.
تتوفر أيضا مدينة الرباط على خطين للنقل "طرامواي" يستطيع السائح من خلالها الذهاب في جولة عبر المدينة، على سكة تتخللها محطات في أحياء شهيرة وأماكن تغري بالنزهة والاستكشاف، حيث سعر الرحلة محدد في 6 دراهم، أي حوالي نصف أورو، الخط الأول يمر بك بمحاذاة أغلب مقرات الوزارات بالعاصمة إلى حدود ساحة شارع محمد الخامس التي تضم محطة القطار المدينة والبرلمان، والخط الثاني يسير بك وسط معالم تاريخية تشكل هوية الرباط مثل "باب شالة" و"باب الأحد" و"ساحة الروسية".
أين يمكنك قضاء ليلتك بارتياح؟
الجو الهادئ في الرباط بمثابة استراحة خاصة من الازدحام السياحي الروتيني في المدن الكبرى، فإذا توجهت لوسط المدينة على طول شارع الحسن الثاني ستجد فنادق مصنفة وأخرى عادية، بالإضافة إلى رياضات.
كما يمكنك ولوج خدمة "Marketplace" على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، والحصول على أحدث الإعلانات الخاصة بالشقق المفروشة بأسعار جد مناسبة، كما أن غالبية أماكن الإقامة تكون بالقرب من مركز المدينة والمحاور النشيطة.
في مدينة الرباط ستستطيع قضاء ليلتك أو يومك في شقة صغيرة مفروشة ومريحة لا يتجاوز ثمنها 500 درهم، ما يقارب حوالي 50 دولاراً، وإن كنت ممن تستهويهم الفنادق ذات البناء العمراني التقليدي القديم والرياضات، يمكنك حجز غرفتك في النُزل المتواجدة بتقاطع شارع محمد الخامس وشارع الحسن الثاني، بسعر يتراوح من 100 إلى 150 درهماً لليلة الواحدة، أي ما يعادل 15 دولاراً كأكثر تقدير.
مزارات مدينة الرباط التاريخية
تعد الرباط موطنًا للأماكن التاريخية بامتياز، وكأن مآثرها تُحدث الزائر عن الامبراطوريات التي تعاقبت على حكم بلاد المغرب الأقصى، تمتد معالم المدينة التاريخية على طول الطريق العابر بجانب نهر أبي رقراق على طول الحافة الغربية للمدينة، ويفصلها عن شقيقتها مدينة سلا، والتي تستحق الاستكشاف أثناء تواجد السائح هنا.
وكما قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش عن مدينة الرباط، "في مدينة الرباط، المرفوعةِ على أمواج الأطلسي العالية، يمشي الشاعرُ على الشارع بحثاً عن مُصَادَفَة المعنى، وعن معنى المصادفة"، لذلك ففي الرباط سيُصادف السائح "التاريخ" بالحرف والمعنى.
قصبة الوداية
يُعد حي القصبة بالرباط أحد أفضل الأماكن السياحية الساحرة في المدينة، حيث يوجد داخل الأسوار "قصبة الوداية" التي تعود إلى القرن الحادي عشر، عبارة عن حي صغير من الممرات المتعرجة التي تحيط بها منازل على الطراز الأندلسي لمحبي استكشاف الحقب التاريخية من خلال الجدران، وفرصة سانحة التقاط الصور داخل الممرات الضيقة باللونين الأزرق والأبيض وعلى مشارف منازل تاريخية قديمة.
في الطرف الجنوبي من القصبة، ستجد الحدائق الأندلسية الهادئة، بينما في الطرف الشمالي للمنطقة توجد منصة توفر إطلالات بانورامية على كل من المحيط الأطلسي غرباً وسلا في جهة الشمال، حيث يحلو احتساء كأس شاي مغربي بالنعناع البلدي.
بعد ذلك يمكنك زيارة البوابة الأكثر إثارة للإعجاب بالقصبة هي "باب عودة" التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر في الجدار الجنوبي، ستصادفها أمامك وأنت تتسلل إلى الطريق الرئيسي المؤدي لشارع "الجامع" مسجد القصبة، وهو أقدم مسجد في الرباط.
صومعة حسان
من أقدم ما ترك الموحدون بمدينة الرباط منذ القرن الثاني عشر، هي "صومعة حسان" ذات المئذنة غير المكتملة، والتي بناها السلطان يعقوب المنصور الموحدي، والتي يمكن رؤيتها من زوايا متعددة وأنت تتجول على سواحل نهر أبي رقراق، يبلغ ارتفاعها حوالي 45 مترًا، ويمتد المسجد على مساحة 183 متر مربع وبعرض يصل 139 متراً مربعة.
تغطي الزخارف والتصاميم الأندلسية المنحوتة بشكل معقد واجهة فنية للصومعة، مما يُظهر فخامة ما كان يدور في ذهن السلطان يعقوب المنصور، إذ كان يرغب في إتمام تشييدها على منوال أخواتها، صومعة "مسجد الكتبية" بمراكش وصومعة "خيرالدة" بإشبيلية، إن بشكل عام يفتح الشهية للتجوال وأخذ صور تذكارية مع التاريخ.
زيارة ضريح محمد الخامس
تم بناء ضريح الملك محمد الخامس المُتلألئ ليلاً في نفس المكان الذي وقف فيه السلطان عند عودته من المنفى في مدغشقر، حيث ألقى خطاباً أمام الألاف من المغاربة بمناسبة استقلال المغرب، بالإضافة إلى ذلك يتواجد قبر الملك الراحل الحسن الثاني.
البناء يتميز بفخامة وزخارف تجمع تصاميم مغربية تقليدية، وهي مزينة بشكل عجيب بالزليج المغربي الذي يغطي الجدران حول الضريح المغطى بالرخام النفيس.
قلعة شالة أو خرائب مدينة شالة
قلعة "شالة" هي بقايا مدينة شالة المرينية وخلفها تمتد مقابر تعود إلى القرن الرابع عشر، حيث اللقاء مع التاريخ سيتحقق في مكان رائع، لاسيما إن عرفت أنك تزور موقعاً لأنقاض بلدة رومانية قديمة، والتي كشف علماء الآثار عن أدلة عليها في ثلاثينيات القرن الماضي.
ازدهرت مدينة شالة في الفترة المرينية أوائل القرن الرابع عشر، واليوم أصبحت الأنقاض المتهدمة للمساجد والأضرحة التي بنوها هنا مغطاة الآن بأشجار متناثرة، مما يوفر مواقع تعشيش لطيور اللقلق، حيث يشتمل الجزء الروماني المحفور من الموقع على منصة أثرية توفر إطلالة على الموقع فضلاً عن حمام ومعبد، كلها مرافق تاريخية قديمة، تعطي نبذة عن تاريخ الامبراطوريات التي حكمت المنطقة، والتي صنفتها "اليونيسكو" تراثاً عالمياً سنة 2012.
المدينة القديمة بالرباط
تتميز منطقة المدينة القديمة في الرباط بطراز أندلسي مميز لمبانيها، حيث يرجع تاريخ معظم الهندسة المعمارية هنا إلى القرن السابع عشر، عندما وصل المسلمون من مناطق الأندلس شمالاً، بحيث يجعلها مدينة قديمة مختلفة تمامًا عن مدينتي فاس ومراكش.
ويمكن للسائح الاستمتاع أثناء التنزه بالبحث عن المسجد الكبير في شارع السوق للالتقاط صور تذكارية رائعة، وهو بناء مريني خالص تم تشييده في القرن الرابع عشر، بالقرب منه نافورة مرينية مازالت تقاوم في حي الملاح (الحي اليهودي) في الزاوية الجنوبية الشرقية للمدينة.
كتدرائية القديس بطرس بالرباط
تضم مدينة الرباط مبنى شامخ لإحدى أهم الكنائس في المغرب، وهي كتدرائية القديس بطرس (بيير) كنيسة رومانية كاثوليكية تاريخية، وهي عمل للمهندس المعماري "أدريان لافورغ" بدأ تشييدها سنة 1919، وتم افتتاحها لأول مرة في 17 نونبر 1921 من قبل المقيم العام "هوبير ليوطي".
يقع صرحها الضخم في ساحة الجولان الشهيرة وسط مركز مدينة الرباط، ضمن مبنى معماري مصمم بشكل دائري، لا تزال الكاتدرائية في الخدمة ويتم فيها إقامة الشعائر الدينية وطقوسها من طرف المسيحيين لغاية اليوم، وقد أُضيف لها برجان لاحقًا في ثلاثينيات القرن الماضي.
للأكل والاستراحة بالقرب من نسيم البحر.. مارينا الرباط
بقدومكم لمدينة الرباط، لا يجب أن تفوتوا فرصة التجول على سواحل مارينا الرباط بالساحل الجنوبي لنهر أبي رقراق والقريب من نقطة التقائه مع المحيط، الفضاء مجاور لقصبة الوداية التاريخية، تجدونه أمامكم مباشرة بعد خروجكم من "باب عودة".
الضفة كلها منعشة للغاية وتمتد على جنباتها مطاعم فخمة ومقاهي متنوعة، تمنحكم خدمات ذات جودة عالية لتناول وجبة العشاء أو الغذاء مع العائلة أو الأصحاب، المكان ذا طابع مريح متنوع ويعرض جميع أنواع المأكولات بما فيها أطباق متميزة من الأسماك الطازجة.
إن كنت من عشاق المتاحف.. الرباط موطنها. متحف محمد السادس للفنون المعاصرة
أي سائح مهتم بالمتاحف وحركة الفن المغربي الحديث، يعد هذا المتحف أحد أهم الأشياء التي يجب القيام بزيارتها في الرباط.
يتواجد المتحف بالقرب من كل وسائل النقل المتنوعة وسط المدينة، مبنى تم تجديده بشكل مثير للإعجاب يعود تاريخه إلى أيام الاستعمار الفرنسي، رغم مساحته الصغيرة لكنها تحتوي على أعمال فنية من جميع الأسماء البارزة تقريبًا في عالم الفن، من منتصف القرن العشرين حتى يومنا هذا، هناك أيضًا برنامج للمعارض المؤقتة يضم فنانين محليين وعالميين.
ستمنحك زيارته إحساسا رائعًا بلا شك، لاسيما أثناء مشاهدة العمل الحرفي التقليدي الذي اشتهر به المملكة المغربية، حيث يظهر الجانب المعاصر للتعبيرات الفنية التي يعرضها المتحف كما أبدعها فنانون مغاربة وأجانب.
متحف التاريخ والحضارات
إذا كنت سائحاً من هواة زيارة المتاحف، فإن هذا المتحف الأثري في المغرب أمر لا بد من رؤيته، لقد تم بناء المتحف الأصلي لمؤسسة متحف التاريخ والحضارات في عام 1932، ومنذ ذلك الحين تم توسيعه بشكل كبير من أجل توفير مساحة مناسبة لعدد كبير من الاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها في المغرب، كان المبنى نفسه موقعًا لمجموعة المتحف الوطني منذ عام 1986، وبالتأكيد يضم الكثير من الأسرار يقدمها للزائر، آثار توثق لحقبة العصر الحجري وأخرى للحضارات الرومانية.
يمكن لكم الولوج بعد حجز تذكرة لا تتعدى 20 درهم أي ما يعادل دولارين، و10 دراهم لطلاب الجامعات والأطفال، أي ما يقابل دولار واحد.
المتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي (حصن روتنبورغ)
للسياح عشاق القلاع القديمة، ففي مكان ساحر على الطريق الساحلي لمدينة الرباط يتواجد الحصن الذي أصبح متحفاً للتصوير الفوتوغرافي، بُني في عهد السلطان مولاي الحسن الأول، وانتهت الأشغال فيه أواخر القرن التاسع عشر، ليتم افتتاحه سنة 1902.
حصن "روتنبورغ" هو عمل للمهندس الألماني "والتر روتنبورغ"، ومن هنا جاء اسمه الأول، والذي كان يُخصص للحماية والدعم العسكري، يتوفر على مدفعين ضخمين يبلغ وزن كل منهما حوالي 30 طناً كانت فوهتهما موجهتان نحو البحر.
وكانت إحدى الشركات الألمانية المتخصصة في التسلح الثقيل في ذلك الوقت قد أعطتهما للسلطان، ثم أمر ببناء الحصن في مكان استراتيجي، حيث كان السلطان ينوي تعزيز الدفاع عن سواحل البلاد، لكن لم يتم استخدام هذا الحصن عسكريًا، لا هو ولا بنادقه التي استخدمها فيما بعد كمخزن للذخيرة، واليوم يعد من أشهر متاحف مدينة الرباط ويعرض أعمال مصورين من مختلف دول العالم.
حدائق للنزهة والاستجمام.. الحديقة العمومية "نزهة حسان"
إذا كان الزائر لمدينة الرباط يرغب في أخذ فسحة راحة ولقاء مع الطبيعة أثناء جولة وسط صخب المدينة، فلن يجد أفضل من حديقة نزهة حسان ذات الأشجار العالية والوارفة الظلال. الحديقة عمومية ودخولها مجاني للعموم، كانت قد أدرجت في عداد الآثار بالمدينة، وكذا الشجيرات المتواجدة بداخلها، بمقتضى مرسوم صادر سنة 2003، بعدما تم تحديد نوعية نباتاتها وأشجارها النادرة.
المنتزه الكبير الحسن الثاني
على مساحة شاسعة تبلغ عشر هكتارات، يعطي "المنتزه الكبير الحسن الثاني" فرصة للاستجمام والتنزه ولعب الرياضة والتقاط الصور طيلة يوم ممتع، حيث تتميز هذه الحديقة بالمساحات التي تعد قبلة للجمعيات الثقافية من عشاق المسرح في الهواء الطلق، بها مدرج، ونافورة موسيقية، ومنطقة لعب، وحديقتان للتزلج، وجدار تسلق بطول 10 أمتار.
إن كنتم من محبي الرياضات الأكثر شعبية، فستجدون ثلاثة ملاعب كرة قدم صغيرة، وثلاثة ملاعب كرة سلة وكرة طائرة وملعب كرة قدم، إن عبور الزائر لهذا المكان سيكون بلا شك فرصة رائعة لاكتشاف أجواء هذه الحديقة المنعشة للغاية.
حديقة الحيوانات بالرباط
تم إنشاء حديقة الحيوانات أول مرة سنة 1973 والتي ضمت في البداية الأسود التي كانت في القصر الملكي بالرباط ويحتفظ بها الملك محمد الخامس، قبل أن تتحول إلى شكلها الحالي، كما تم تجديدها بالسنوات الأخيرة في إطار مشروع "ملتقى الوحيش".
تمنحك الحديقة فرصة شيقة لرؤية مئات الحيوانات المتنوعة القادمة من العمق الإفريقي، فضلاً عن أجواء المستنقعات والغابات الاستوائية والسافانا والصحراء وجبال الأطلس، إنها مناسبة حقيقية للزائر لاكتشاف جو مشابه لحياة البرية، كما يُمكنه تناول الطعام والمشروبات في عدد من الأكشاك التي تتخلل مساراتها الداخلية بأثمنة مناسبة.
أماكن التسوق في الرباط
في أي ساعة من اليوم يمكن للسائح قضاء وقت ممتع داخل أضخم فضاء تجاري بالرباط، "الرباط سانتر" المتواجد في حي أكدال، يوفر لك مئات المتاجر منها 85 متجرًا لعلامات شهيرة وأخرى عالمية على شكل "مول" فخم.
يقدم لك المركز مزيجًا من المتاجر لتغطية جميع احتياجاتك ورغباتك، ألبسة، عطور، أجهزة إلكترونية وأغراض لا محدودة، وبالتالي فإن التجار ليسوا في منافسين بل يكملون بعضهم البعض بهذا المركز التجاري، وإن أحسست بالجوع يوفر لك الطابق العلوي مطاعم متنوعة لعلامات تجارية دولية ومحلية، بأسعار جد مناسبة واعتيادية، وهي نفس الخدمات التي يقدمها "مول رباض سكوير" بحي الرياض الراقي، و"ميغا مول" بشارع محمد السادس.
سويقة المدينة القديمة
مكان بنمط تقليدي جداً، سويقة المدينة القديمة أو شارع السويقة هو واحد من أكبر وأشهر أماكن التسوق في الرباط، المكان رائع ليس فقط للتسوق، بل يستهوي الزائر للتجول أيضًا واكتشاف الألوان المحلية.
المكان رائع للحصول على هدية مثالية لأحبائك، فهنا يمكن العثور على جميع أنواع الملابس والأحذية والمجوهرات والسجاد والحرف اليدوية والفخار والعديد من الأشياء الفريدة والممتعة الأخرى.
يعد شارع السويقة هو أكثر شوارع المدينة ازدحاما، يمتد من سوق ساحة "باب الحد" ويتجه شرقا حتى يصل إلى الميناء الواقع في باب البحر بوادي أبي رقراق، يضم أيضا مطاعم شعبية تقدم أكلات شعبية مغربية مائة بالمئة وبأسعار مناسبة.